تبدأ تربية الطفل من عند اختيار الوالدين لبعضهما،
فعند اختيار الزوج الصالح لإنشاء ذرية صالحة فهذه تعد أولى خطوات المستقبلية التي يتخذها الأزواج في تربية الأطفال.
من ثم تبدأ الخطوات الفعلية للتربية حيث ترتكز على أربع أنواع مهمة:
تربية الطفل الجسدية
فعلى الأم العناية بجسد صغيرها والاهتمام به وبطعامه ونظافته،
كما يجب على الأم الحامل التدخين وتناول الأطعمة غير الصحية خوفًا من ضررها على الجنين…
وقد كتب الله الأجر والثواب للأم المرضعة التي ترضع صغيرها لحث الأمهات على إرضاع أطفالهن،
لما في الرضاعة الطبيعية من فوائد عظيمة على صحة الأطفال النفسية والجسدية وهذه تسمى العناية،
فأنت هنا تبنين وتزرعين في طفلك الأساسيات المهمة في الحياة وهذه من مُسَلَّمات الأمور.
تربية العقل
وتكون بصقل مهارات الطفل العقلية (ولاحقا العلمية والمعرفية)،
واستخدام الأسلوب الذي يخاطب عقل الطفل حيث يمكنك زرع مبادئ وقيم في عقل الطفل من خلال رواية القصص المؤثرة له بما يتناسب وعمره،
كما أنه يمكنك زراعة مهارات وقدرات بعقل طفلك عن طريق التدريب والمتابعة.
والطفل يدرك الكثير من خلال محيطه فعليك الانتباه قدر الإمكان إلى أفعالك وتصرفاتك فأنت قدوته الأولى فيقلد كل ما تفعلينه فالقدوة الحسنة تعد أهم خطوة في تربية الطفل،
فالطفل لا يأتي بشيء جديد إلا أن يكون قد رآه قبلاً.
تربية النفس
وتكون تربية النفسية لدى الأطفال من خلال زرع الثقة فيهم، وتشجيعهم الدائم على فعل الصواب وتعزيزهم،
وتعليمهم التحكم بمشاعرهم، ومواجهة مشاكلهم بقوة والاعتماد على أنفسهم…
وعندما يصبح الطفل مدركًا حاولي ربط جميع هذه الأمور بآيات قرآنية وأحاديث نبوية ليستشعر الطفل قرب الله ما يعطيه احساسًا بالطمأنينة والسلام الداخلي… إضافةً إلى تتعزيز الرقابة الذاتية عنده.
تربية الروح
من أهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها، فعلى الوالدين تغذية روح أطفالهم بالعقيدة السليمة، وزرع محبة الله في نفوسهم من خلال ذكر نعمه علينا، وذكر قصص قرآنية، وتدريبهم على فعل العبادات بمحبة ورغبة وذكر عظيم أجرها وفؤادها الروحية، كما يجب تعليمهم الالتجاء الدائم إلى الله ليوفقوا في حياتهم واختياراتهم وليشعروا بالطمأنينة عند تأديتها، ويجب عليهم تدريبهم على السكون والتأمل وتهدئة النفس وتعويدهم على المسامحة وسلامة الضمير ليعيشوا مرتاحي البال سليمي النفس… واثقين بالله مطمئنين به فلا يتسلل اليأس إلى نفوسهم بسرعة.
الأخطاء الشائعة في تربية الطفل
كثير منا تلتبس عليهم بعض الأمور في تربية الأطفال خاصة إذا كانوا حديثي العهد بها، فلا تدري احدانا كيف تتصرف وماذا تفعل فنقع في بعض الأخطاء والمشاكل وسنذكر هنا بعض أشهرها لتجنب الوقوع فيها… ومنها:
- تجاهل الوالدين لمشاعر الطفل وعدم إلتفاتهم إليها، وقد وضحنا بأنه حتى الطفل الرضيع يدرك ويعرف من يحبه ومن يهتم به…
- استصغار الطفل أمام الأخرين ونقده وتوجيه الملاحظات إليه سيشعره بالنقص، فمعظم الأطفال يتصرفون بفرح شديد عند رؤية الأغراب، وعند انتقاده أمامهم سيجعلهم ذلك يغضبون بسرعة ويتصرفون بغرابة.
- الاهتمام المفرط والتدليل الزائد يجعل الطفل لين العريكة اتكاليًا لا يقدر على الاعتماد على نفسه يختار دائما الحلول الجاهزة التي لا تحتاج إلى أية جهد أو تعب.
- التفضيل والتميز بين الأبناء سيجعل بينهم فروق كبيرة وعقد نفسية أكثر وأكبر، فعندما يشعر الطفل بالظلم من أقرب الناس إلى قلبه تكون ردة فعله قوية وقد يصبح عدوانيًا أو انطوائيًا وتكثر مشاكله.
- الافراط في الحرمان سيجعل الطفل يشعر بنقص دائم ويبحث عن تعويض لهذا النقص وقد يكون هذا النقص في المشاعر أو في الماديات أو في الحنان وإلخ…..
لتجعلي من طفلك فتى نافعًا عليك التعب كثيرًا والمجاهدة فالتربية ليست بالأمر سهل، فهي من أصعب الأمور وأكثرها تعقيدًا وعليك المتابعة والاستمرارية حتى تصلي إلى النتيجة التي تبحثين عنها والمرتبة التي ترغبين بالوصول إليها.
أعانك الله زهرتي الواعية.
بقلم الكاتبة: بشرى علي
اقرأ أيضًا: هل تعلمين متى تبدأ تربية الأطفال؟