انتشار التدخين والأراكيل في المجتمعات العربية عادةٌ سيئة تقلصت فترةً بانتشار الوعي والثقافة، ثم ما لبثت أن عادة من جديد بشكل واسع كبير، حتى بين الفتيات والسيدات، رغم ما يعرفه الناس من أضرار كبيرة للتدخين والأراكيل فضلا عن آثارها النفسية… وحديثنا اليوم لزهراتنا الشبابات … أكملي معي للنهاية حتى ولو كنت تظنين بأنك تعرفين ما أقول:
لماذا تدخن زهرتنا أو تأركِل؟!
أسباب كثيرة تقف خلف ذلك، ربما نعرفها، ولكننا غالبا ما نتجاهلها، منها:
1.أصدقاء السوء: يدفعون من يصادقهم لكي يدخن أو يأركل معهم، ولا يشعر بنفسه غريبا بينهم وهم جميعً يأركلون، وأحيانا تكون الأركيلة سببا لاجتماع الأصدقاء عند من لا يعرفون أشياء أخرى تجمعهم عليها، وأحيانا هي وسيلة تعبر بها بعض الفتيات عن نوع من الاستقلالية التي تشعر بها.
2. غياب الرقابة الأسرية: غياب دور رقابة الأسرة يدفع الفتيات إلى التدخين والأر كيلة، وربما إلى الإدمان والمخدرات، ولذلك ترى هذه الأمور أكثر ما تنتشر في بيوت الطالبات الجامعيات اللواتي يسكنَّ بعيدًا عن أهاليهم.
3. بحجة الهروب من الضغوط والأعباء: تظن بعض الفتيات التي تعاني من اضطرابات عصبية ونفسية أنه عندما تصاب بحالة من التوتر والاكتئاب أو العصبية فإن الأر كيلة أو التدخين ستخفف حالتها وستمنحها الهدوء والاسترخاء… أو على الأقل هكذا قالوا لها، وربما لأنّ جو الأركيلة عند الفتيات يرتبط بساعات التسلية فهذا يحفز دماغها على افراز ما يعزز شعورها بذلك ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور بل ويزداد التوتر.
ماذا بعد ذلك؟ …. باختصار: إذا لم تهتمي لصحتك، فالتدخين يخدش أنوثتك وجمالك.
كيف ذلك؟ … سأجيبك:
- التدخين له تأثير على رطوبة الجلد: تبدو المرأة أصغر سنًا عندما تكون بشرتها رطبة، أما جفاف البشرة فيؤدي إلى شيخوخة مبكرة بالمظهر، والتدخين والأراكيل يساهمون في ذلك.
- التدخين يؤثر على صحة الفم والأسنان: غالبًا تكون أسنان المرأة المدخنة صفراء مما يؤثر على المظهر الجمالي للأسنان، ناهيك عن رائحة الفم الكريهة، والمنفِّرة.
- التدخين يؤثر على صوت المرأة: صوت المرأة اللطيف ونبرتها الرقيقة مصدر أنوثتها، حنجرة المدخنة أو التي تأركل تصاب بالتهاب مزمن لأنها تصاب بتخديش مباشر يؤثر على الحنجرة والحبال الصوتية فيصبح صوتها خشنًا رجوليًا.
- التدخين يؤثر على العينين: يؤدي غاز أول أكسيد الكربون المرتفع في الدم عند النساء اللواتي يأركلنّ إلى إعاقة التروية لمنطقة حول العينين فيؤثر على عدم تجدد الخلايا… ما يؤثر على العينين ويزيد السواد تحتهما.
أضرار إضافية على صحتك وأولادك وبيتك!!
- التدخين والصحة: أظن من نافلة القول أن أحدثك بما غدا كل الناس يعرفونه من أثر التدخين السلبي على القلب والرئتين والجهاز العصبي…
- التدخين والحوامل: يضاف إلى ذلك الخطر الكبير على الحوامل، ويزيد نسبة إصابة الجنين بتشوهات خطيرة، والكثير من الأطفال المشوهين أكد الأطباء أن تدخين الأمهات كان سببا أساسيا في حصول ذلك لهم.
- التدخين وأطفالي الأبرياء في المنزل: هل تعلمين بأن معظم الأطفال الذين يدخن أهلهم في المنزل، (وبالذات الأركيلة) يصابون بالربو وغيره من الأمراض التنفسية التي يسببها الكربون وبقايا الرماد التي تدخل رئاتهم الصغيرة.
- أضرار منزلية ومادية: كثير من البيوت تأذت مفروشاتها بسبب الدخان والأر كيلة، هذا عدا البيوت احترقت بأكملها وكان السبب فحمة أركيلة أو زر سيكارة.
كيف أقلع عن التدخين والأر كيلة؟
- أولا يجب أن تتخذي بينك وبين نفسك قرارا بذلك… بناء على القناعة العقلية التي حصلت عنك بعد ما سمعتي من مضار…
- كوني عالية الهمة: فعلو الهمة يرفعك من الدون، وينزهكِ عن الالتفات إلى التفاهة وصغائر الأمور، ويشغل نفسك بما ينفعها… لذا كوني عالية الهمة وقاطعيه، فصحتك غالية عليكِ وعلى كل من يحبك.
- كوني مبصرة: لا تسيري خلف الجهلاء كأنك عمياء لا ترين أمامك ولا تبصرين، لا تنبهري بما يفعلونه بحجة التحرر وبحجة أن منظر السيجارة والأر كيلة جميلة بيد الأنثى، لا أظن ذلك، ربما عند رجل الذي يملك خللاً في فطرته ورجولته… (لا تتوقعي أن مثقفًا محترما ذا مكانة سيتقدم لخطبة من يسمع أنها تدخن أو تأركل).
- كوني قوية الشخصية: فأنت القدوة والملهمة لمن حولك، وكل من تسخر منك لأنك لا تأركلين ولا تدخنين… تحسدك سرًا على قوة شخصيتك، واحترامك لنفسك، ولكنها تعجز أن تكون مثلك لضعف إرادتها، فتحاول أن تجعلك مثلها.
- اشغلي نفسك لتنشغلي عنها إن تذكرتيها: عندما تبدئين بقطع هذا القاتل الصامت عليك أن تكوني صاحبة إرادة، وعندما تشتاقين للسيجارة أو الأر كلية مارسي الرياضة، اخرجي لمكان، اقرئي كتاب، تحدثي مع صديقتك أو اختك.. لتنشغلي عنها.
- ابحثي عن السعادة في توفيق الله، وتوفيق الله يكون لمن يلتزم أوامره ويجتنب ما حرَّمه الله مما فيه ضرر للإنسان ولمن حوله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا ضرر ولا ضرار)، وأنت تضرين نفسك وأولادك ومن معك بالبيت.
من قلبي أتمنى لك أن تتخلصي من هذه العادة السيئة، لكي تبقي زهرةً نضرةً من زهراتنا، لا نريدها أن تذبل قبل أوانها…
دمتم بخير … #زهرة
بقلم الكاتبة: ريم عبد الناصر الخليفة
اقرأي أيضًا: كيف تتخلصين من ذكرياتك وتتحررين من قيود التعلق العاطفي
سلمت يداكي أستاذة جعلكي الله ذخرا طيباً