(المحبس باللهجة الشامية والبدلة بالمصرية وخاتم الزواج بالعامية)
في أعرافنا السائدة يعد خاتم الزفاف من أساسيات كل زواج، يعتبر خاتم الزواج علامة على الارتباط الشخص الذي يرتديه إن كان زواج أو خطبة، والنساء هنّ أكثر من يدققن عادة على ارتداء الزوج للخاتم، وكذلك كل من يغار على شريكه (زوجا أو خطيبا)… فوضع الخاتم فعليا في نظرهم حماية لواضعه من اقتراب وتودد الآخرين، ولكن مع مرور الوقت أصبح لارتدائه مفاهيم كثيرة ومعتقدات خاطئة… لتعرفي بعض اشهرها أكملي معنا قراءة هذا المقال.
أولًا: ماذا تعرفين عن خاتم الزواج؟
يقال: إنّ تاريخ خاتم الزواج يعود إلى زمن الفراعنة حيث كانت النساء في ذلك الوقت تتزين بورق البردي المشهور في ذلك الوقت ويصنعن منه حلقات صغيرة ويضعنها في أصابعهن للتجمل بها، وكنّ يصنعنها بشكل دائري الذي يدل على الأبدية واللانهاية، واختار اليونانيون الخاتم الماسي لاعتقادهم أنها دموع الآلهة التي تسقط على الأرض، وتطورت الخواتم مع مرور الزمن وبعد أن كانت الخواتم بسيطة ورخيصة أصبحت غالية ومرتفعة الثمن ومكلفة، وفي القرن السابع عشر أصبحت تصنع الخواتم من الذهب الخالص نظرًا لقيمته وغلاء سعره.
ثانيًا: هل ارتداء خاتم الزفاف ضروري؟
في بعض المجتمعات ترى النساء أن ارتداء الخاتم يعتبر أمر ضروري وهام جدًا وليس مجرد عادة أو زينة، فبالنسبة لها هو إشارة منها للناس يمنع تودد الرجال لها واقتراب الخاطبين، ويوضح شكل علاقتها، ففي العرف الشامي الخاتم باليد اليمنى للفتاة يعني أنها مخطوبة، وفي يدها اليسرى يعني أنها متزوجة…
أما خاتم الزوج فبعض النساء يعتقدن أن هذا الخاتم يربطها بزوجها وخلعه يعني انفكاك هذا الارتباط!!
كما تعتقد أنه يدل على رغبة الشخص في تكوين العائلة والتزام بمسؤولياته وواجباته…
ولكن الاعتقاد الغالب الفعلي الذي يسود عقول النساء في مجتمعنا هو أن هذا الخاتم في يد الزوج وسيلة تنفر عنه اقتراب غيرها وطمعهم بالزواج منه…
وأن زوجها عندما ينزع خاتمه فهو يرغب في خيانتها والتظاهر بأنه أعزب ليسمح ذلك له من الاقتراب من نساء أخريات، قد يتوددون إليه على ويغرر بهنّ على أنه أعزب!!!
ولكن في المقابل الكثير من الرجال لا يرون أي أهمية لخاتم الزفاف، ويتعاملون معه بلا مبالة أو كأنه للاستعراض فقط، والكثير منهم يحتجون بأنهم لا يستطيعون ارتدائه لأنه يشعرهم بعدم الارتياح.
كَثيرة هي الآراء والمعتقدات حول خاتم الزواج ولكن هل حقًا خاتم الزواج بهذه الضرورة؟
مع مرور الوقت أصبحت النساء أكثر تشددًا في مسألة خاتم الزواج ولكن هل يستحق هذا الأمر كل هذا التشدد؟
فبعض النساء كما أسلفنا من شدة غيرتهن تعتقد الواحدة بأن زوجها ينزع الخاتم ليقيم علاقات مع فتيات أخريات… ولكن تبقى كل هذه الأمور تكهنات ومعتقدات في دائرة الشك والغيرة، قد تصيب وقد تكون خاطئة، فكم ممن ارتبط بزواج آخر لم يمنعه ارتداء الخاتم، ولم يصرف عنه من أرادته ولو كان متزوجًا…
وبعض الرجال لا يوقفهم خاتم إن أرادو خداع نساء أخريات، إذ يستطيع أحدهم بكل سهولة خلعه بعد الخروج من المنزل وإزالة أثره من الإصبع…
أما الكذبة والخرافة التي لا مجال لصوابها فهو الاعتقاد بأنّ الخاتم رابط مقدس لا يمكن الاستغناء عنه وأنه يؤدي إلى ارتباط الأرواح وأن خلعه لا يدل على انتهاء العلاقة فقط، بل هو سبب لانكسار الرابط المقدس!! وهذه كلها مجرد خرافات وترهات ليس لها أي أساس.
ختامًا تذكري سيدتي بأنك إن كنتِ تريدين أن تحافظي على زوجكِ فهنالك عدة طرق؛ تبدأ في الحقيقة من اهتمامكِ به وبمشاعره وبحاجاته ورغباته المشروعة… وكذلك الاهتمام بمظهره وهيئته التي يخرج بها … وهذه الأخيرة تجعل النساء الأخريات يعرفون أنه لهذا الرجل امرأة تهتم به، وأنه ليس بحاجة لامرأة أخرى، وذلك يجعل زوجكِ يحترمكِ ويقدركِ، ويحفظ لكِ حب كبير في قلبه، لذا أبعدي الخرافات عن عقلك وتجنبي سوء الظن، ودعي زوجك يختار الأمر الذي يناسبه إما يخلع الخاتم أو يرتديه، وركزي على المواضيع الأهم.
ففي النهاية الحب الحقيقي الذي يجمع بينك وبين زوجك لا يحتاج إلى خاتم يعقده بل تفاهمٍ يقويه ويعززه… دمتن بخير وسعادة.
بقلم الكاتبة: بشرى علي
اقرأ أيضًا: 5 أسرار لعلاج الإهمال الزوجي