الفقر وحياة المرأة

الفقر وحياة المرأة

بقلم: بتول إبراهيم

الفقر وحياة المرأة

الفقر في نظر الكثيرات من أسوء المشاكل التي تواجهها المرأة، ولعله أحيانًا من أصعب المراحل التي تمر بها في حياتها، وكثيرات ضقن ذرعا حتى انتهى المطاف بهن إلى خراب بيوتهنّ وتطليق أزواجهنّ وضياع أولادهنّ!

 

تأثير الفقر على حياة الأسرة

لا ننكر تأثير الفقر على حياة الأسرة، فكل شيء له ثمن، ولذلك في مجتمعاتنا يبقى رب الأسرة وهو الأب (غالبا) مشغول البال يسعى لتأمين قوت عائلته ومستلزماتها، والفقير تشتعل النار في صدره ويحترق داخليا على أبناءه عندما لا يستطع تأمين حياة كريمة تليق بهم، ولا يستطيع تلبيه احتياجاتهم… أحيانا حتى الأساسية منها.

في ظل هذه الأجواء تبقى حياة أفراد الأسرة متوترة وهم مشغولو البال بالتفكير كيف يجعلون حياتهم أفضل؟ وكيف سيؤمنون يومهم التالي؟

تأثير الفقر على الأم

تتعب نفسيتها ويزداد توترها وقلقها فهي يجب أن تكون قوية أمام زوجها وأمام أولادها، وأن تمدهم بالقوة وأن تريهم أنهم بخير، وأن الوقت هذا سيمضي… ولكن من سيدعمها هي؟ ومن سيخفف عنها عبء هذه الأيام الثقال؟

بطبعها تحب التسوق وتحب أن تكون بكامل أناقتها وتحب أن يكون أولادها بأفضل أحوالهم وأن يكون منزلها من أجمل المنازل ولكنها هنا فاقدة الحيلة لا تستطيع شيئا… وهنا يظهر أثر قدرتها على التحمل:

  • فهناك بعض النساء لا يتحملن هذا الوضع ويلمن أزواجهن على مدار الساعة، ويشتكين ويتذمرن ويجعلن حياتهم صعبة وتعيسةً أكثر بكثير مما تكون عليه، فهي هنا لا تزيد الضغط إلا على نفسها وتجلب التعاسة إليها وإلى أسرتها…
  • وهناك البعض الآخر يحاولن أن يخففن على أزواجهم ويتوكّلن على الله، ويشكين همهن لله ويدعونه ولا يلومون أزواجهم على ما يمرون به وهم يؤمنون بالله وبالقدر الذي كتبه لهن، ولا توفر إحداهنَّ فرصةً لمساعدة زوجها.
  • ولعل الأفضل حالا من هذه، تلك التي تحاول التغير للأفضل وتسعى جاهدة، وتخفف عن نفسها وعن زوجها وتجعل من الأمور البسيطة سعادة كبيرة تسلط الضوء على نعم الله الكثيرة، موجهة أولادها للنظر إلى من هم أسوأ حالا، لتخلق من الضغط حالة من الإيجابية في المنزل قوامها (الرضا والسعادة والصبر)

دور الأم

فالأم هي العنصر الأساسي في المنزل والدعامة الأقوى فيه، وانهيارها يعني انهيار المنزل، فهي الجبل الذي يتحمل كل هذه الهموم، والصالحة الإيجابية تحاول التخفيف عن زوجها مصاعب الحياة، تقف خلف زوجها مساندةً له وداعمة قوية، لا تُظهِر ضعفها أمامه ولا تظهر ضعفها ولا ضعفه أمام أبنائه، وتهوِّن عليهم جميعًا… وإن كان هذا لا ينفي (عند كثيرات) بأنها تحترق من داخلها على نفسها وبيتها وأبناءها فهي تتمنى لهم دائما ما هو أفضل… ولكن إيمانها العميق بأن هذه المرحلة ستمضي ويمضي معها كل شيء وستصبح من الماضي، وتركيزها على أولويتها في الحياة (الحفظ على أسرتها متماسكة)… يضفي شيئا من السكينة على قلبها ويعينها على الصبر والثبات… ففي النهاية النكد يجلب النكد، ولا يجلب المال!!

 

اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك.

اترك رد