هل يجب على الموظفة أن تنفق على بيتها؟

يتساءل الكثير من النساء الموظفات حول راتب المرأة الموظفة وفيما إذا كانت مجبرة على الإنفاق في منزلها حيث تكرر هذا السؤال كثيرًا:

السؤال:

ما هو حكم الإسلام في خروج المرأة للعمل؟ وهل يجب على المرأة التي خرجت للعمل بموافقة زوجها أن تشاركه في الإنفاق على أسرتها؟ وجزاكم الله خيرًا

الجواب حول راتب الموظفة:

جعل الإسلام نفقة الزوجة على أبيها أو ابنها أو زوجها، فلا يجب إجبار المرأة على العمل، لأن الشرع لا يحملها هم العيش والكد بالإضافة لما حملها من مسؤولية التربية والعناية بالبيت والأولاد، ولا يعني هذا أن الإسلام يمنعها من العمل، فالعمل مباح للمرأة مع ضوابط مِن أهمها:

  • حرصها على الحجاب الشرعي الذي أمر به ديننا حمايةً لها ولمجتمعها.
  • وأن يتناسب عملها مع طبيعتها ويوافق أنوثتها.
  • وأن يليق بمستواها فلا تعمل عملاً يقلل من مكانتها أو عملاً شاقاً لا يتناسب معها.
  • وأن لا تُخِل وظيفتها بواجباتها تجاه أسرتها، فإن مهمتها تجاه بيتها وواجباتها الزوجية والأسرية أولى من وظيفتها خارج البيت..
  • وأن يكون خروجها للعمل بإذن زوجها، فإن خرجت بغير إذنه أثِمت…

إن إذن الزوج لزوجته بالعمل لا يعني وجوب إنفاقها على أسرتها، أو أن يكون له الحق بأن يطالبها بجزء من راتبها، فالزوج ملزم بالإنفاق على زوجته وإن كان لها راتب خاص بها، وكذلك إن كانت الزوجة غنية فالزوج ملزم بالإنفاق عليها، والزوجة مخيّرة في مشاركة زوجها في تحمل أعباء الحياة إن كانت راغبة… وهذا هو الأفضل وبالذات إن كان زوجها في حاجة إلى مساعدتها ومساندتها له.

وهذا السلوك هو الأصل عند بنت الكرام الواعية التي تبحث عن سعادتها وسعادة أسرتها… فكما أن الزوج يرفق بزوجته بخروجها للعمل كذلك هي ينبغي أن تقابل الإحسان بالإحسان  وهذا مما يزيد الألفة والسعادة في البيت…

فالحياة الزوجية السعيدة تقوم على الإلفة والتعاون وليس على المحاصصة والمحاسبة… فبالرفق والتعاون تكون السعادة، وبالمحاصصة يكون الجفاء والشقاء… وما نفع المال حينها إذا افتقدنا المحبة والسعادة في حياتنا؟!

ولذلك جاء في السنة النبوية أن أفضل الصدقة ما يكون من الزوج نفقة منه على زوجته وبنيه، وما يكون من المرأة لأهل بيتها.

حكم إنفاق الزوجة الموظفة

حتى أن الزوجة بإمكانها أن تعطي زوجها الفقير من مالها وتحتسبها من الزكاة المفروضة عليها، وحديث زينب زوجة ابن مسعود (رضي الله عنه وعنها)، الذي رواه الإمام البخاري، مشهور في ذلك، وفي آخره أنها قالت مخاطبة النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) : “يا نبيَّ الله، إنَّكَ أمَرتَ اليَومَ بِالصَّدَقَةِ وكانَ عِندِي حُلِيٌّ لي، فَأرَدتُ أن أتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابنُ مَسعُودٍ أنَّهُ وولَدَهُ أحَقُّ مَن تَصَدَّقتُ به عَلَيهِم”.
فقالَ النَّبِيُّ (صلّى الله عليه وسلّم) : “صَدَقَ ابنُ مَسعودٍ، زَوجُكِ وولَدُكِ أحَقُّ مَن تَصَدَّقتِ بِهِ عَلَيهِم”.

هذا والله تعالى أعلم.

المصدر: موقع تجمع دعاة الشام

اقرأي أيضًا: فطرة الأزواج والزوجات

0

تقييم المستخدمون: 4.8 ( 2 أصوات)

اترك رد