01- الزواج قدر أم قرار

الأسرة السعيدة -الخطوبة والزواج - الخطوبة واختيار شريك الحياة

سلسلة الخطوبة واختيار شريك الحياة

الزواج قدر أم قرار

⁉️ #الزواج_قدر_أم_قرار

💑 الزّواج نقطة تحوّل مهمّة في حياة الإنسان، تنقل الإنسان من مرحلة العزوبيّة إلى مرحلة الشّراكة الحقيقيّة مع إنسان آخر، ويختلف النّاس في كيفيّة الوصول إلى هذه المرحلة، فمنهم من يسلك الطّريقة التّقليديّة في البحث عن الزّوجة حيث يتولّى الأهل هذا المهمّة، بينما يحبّذ آخرون أن يبحثوا بأنفسهم عن شريك حياتهم.

💍 وفي كلّ الأحوال تكون مسألة الزّواج هي عبارة عن اختيار وفي نفس الوقت حظّ ونصيب وقدر؛ فكيف يتمّ التّوفيق بين الاختيار في مسألة الزّواج ونصيب الإنسان وقدره المكتوب مسبقًا ؟

🎯 #القدر_والتخيير

☝️🏻 إن الإيمان بقدر الله وقضائه ركن من أركان الإيمان عند المسلمين، فنحن نؤمن أنّ الله سبحانه وتعالى قد كتب مقادير كلّ شيءٍ قبل أن يخلق السّموات والأرض، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء”. [رواه مسلم]

🌱 وما كتبه الله منه ما هو قدرٌ محتوم لا يتبدل كعمر الإنسان، ومنه ما أعطى الله حرية اختياره للإنسان وكتبه لأنه يعلم الغيب، فعلِم ما سيختاره البشر ولم يجبرهم على ذلك…

⚠️ فعلم الله بالغيب لا ينفي اختيارنا الذي علمه الله تعالى، فالله قدّر أسبابا موصلة إلى المسبِّبات كما في قوله صلى الله عليه وسلم: “من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه” [رواه البخاري ومسلم].
وقوله تعالى: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب))، وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يرد القدر إلا بالدعاء”.

🌀 ومن بين ما هو مكتوب ومقدّر على الإنسان مسألة اختيار الزّوج/ة، وبناءً على ما وضحنا فلا يوجد تعارض بين نصيب الإنسان وقدره في الزّواج من امرأة معيّنة ومسألة الاختيار النّابع عن إرادة الإنسان من جهة أخرى، فالإنسان يستشعر حرّية الاختيار حقيقة في حياته عندما تراه يبحث عن الزّوجة التي تناسبه وتشترك معه في صفاته، وكذلك الحال مع المرأة التي تختار شريك حياتها من بين قائمة الرّجال الذين يتقدّمون لها.

⚖️ وإنّ حقّ الاختيار الكامل هذا ينبغي أن يكون حجّة على الجميع بحيث لا يجد إنسان عُذراً في أن يلقي عثراته وخيبة سعيه وسوء اختياره على النّصيب والقدر ذلك أنّه امتلك حرّية الاختيار منذ البدء فاختار نصيبه بمشيئة الله سبحانه وتعالى وعلمه… ولا يكون له عذر إلا إن بذل وسعه واجتهاده في التحري والسؤال والاختيار ثمّ فوجِئ بما لم يعلم وبما هو غير متوقَّع.

👆🏻 وفي هذه المسألة يتشعب #سلوك_الناس بين صحيح وخاطئ ونضرب على ذلك أمثلة:

❌ فمنهم من #لا_يأخذ_بالأسباب ولا يتحرى عند الاختيار، ثم بعد ذلك يفشل مشروع زواجه، فيُلقي اللائمة على القدر، مدَّعيًا أنه نصيبٌ سيء؛ (مثلًا: يرفض الصالح الفقير، ويزوِّج ابنته لمخمورٍ غنيِّ لأجل ماله، فيسوم البنت سوء العذاب حتى تتطلق، وبعد ذلك يقولون نصيب سيء!! يتزوج الجميلة المتعرية في الشوارع من قليلات الدين والحياء، فلا تراعي حق زوجٍ ولا ولد ويفشل زواجه ثم يتهم القدر ويقول أنه نصيب سيء!!)… نصيبٌ اخترتموه بملء إرادتكم.

🚷 ومنهنّ من تسلك #طرقا_محرمَّة للوصول الى الزواج فتنزع حجابها (بعضه أو كله) وتخالط الشباب في النوادي والمقاهي، سعيًا لإيجاد زوج بزعمها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم “إنّ المرء ليحرم الرزق بالذنب يصيبه”، فكما أنَّ الرزق مقسوم وأنت تختار أمِن طيِّبه أم خبيثه.

كذلك لو قسَم الله لها أنها ستتزوج فهي ستتزوج، وسلوكها من سيحدد لها أمِن الطيب أم الخبيث، فأي زوجٍ تتوقعه لمن يكون ممن يرضى ببنت المقاهي والنوادي والمياعة وقلة الحياء على درج الكليِّة؟!!

👵🏻 وفي المقابل أيضًا نجد من #لا_تخرج ببناتها إلى اجتماعات النساء، ونجد من يحجب بناته عن أعين الناس منذ الصغر، بحجة أن النصيب سيأتي إليهم ولو فعلوا ذلك!!

وفي الحقيقة لو نظرنا في سيرة النبي صلّى الله عليه وسلّم والصحابة الكرام لو جدنا خلاف ذلك تمامًا، لوجدنا مِنَ الصحابيات من ترسل للنبي صلى الله عليه وسلّم تطلب منه أن يبحث لها عن زوج وأن يدلّ الخُطَّاب عليها، ولوجدنا من الصحابة من يعرض تزويج ابنته على الرجال الصالحين ويسألهم عمَّن يرغب في الزواج، مجتمعٌ كان يسعى لإعفاف الناس ويأخذ بأسباب ذلك.

💌 وخلاصة الأمر لئن كان أصل الزواج (هل سيتزوج الشخص أم لا) قدرًا فإن شكل ونوعية هذا الزواج هو اختيارٌ يختاره الإنسان في إطار ظروفه المحيطة، وهو أولًا وآخرًا يتحمَّل مسؤولية اختياره.

🤗 لذلك سنوضح في الرسائل التالية أهم المعايير والأمور التي يجب أن تسأل وتبحث عنها الفتاة وأهلها قبل اتخاذ هذا القرار المصيري…

 

 

0

تقييم المستخدمون: 5 ( 2 أصوات)

اترك رد