زهرة المرأة الواعية
شعور الغيرة
شعور الغيرة
💔 الغيرة هي شعور طبيعي عند الناس جميعًا، وهي غريزة فطرية خلقها الله داخل كل واحد منا.
⚡️ وهذا الشعور يظهر في حالات كثيرة ولكن يكون شديدا عندما يشعر الإنسان أن علاقته القوية مع شخص معين، قد هُدِدَت بدخول طرف ثالث، وقد يكون هذا الطرف مدركًا لما يفعل بقصد، أو غير مدرك.
📊 ونسبة الغيرة بأنواعها المختلفة تكون عند بعض الأشخاص ضمن الحد المعقول، وعند البعض الآخر تزيد عن حدها، مما يؤدي إلى أن يصبح هذا الشعور شعورًا مؤلمًا ومزعجًا، ليس فقط عند صاحبه، بل عند الأشخاص المقربين منه.
💥 وقد يؤدي إلى حدوث مشاكل وصراعات كثيرة، تقلب المحبة بين الأشخاص إلى كراهية وبغضاء، كما حدث في قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته حيث تطورت الغيرة إلى حسد قاتل…
🌸 وسنتكلم عن أكثر أنواع الغيرة شيوعًا بشقيها الإيجابي والسلبي:
أنواع الغيرة
-
غيرة ايجابية :
- وهي إما ان تكون غَيرة تحث الإنسان على أن يحسن من أدائه ووضعه، للوصول إلى ما توصل إليه الشخص المسبِّب للغيرة، كالغيرة من شخص وصل الى مراحل متقدمة من التعليم أو النجاح في بيئة العمل، أو من شخص يكثر من الطاعات والنوافل، أو غيرها من الغيرة الايجابية المحمودة (الغبطة).
- وقد تكون من باب حرص الشخص على ماهو عزيز عليه؛ فيخشى أن يفقده أو يشاركه فيه أحد، ومن أبرز مظاهرها غَيرَةُ النساء بالحد المنطقي على أزواجهنّ، وغيرة الرجل المنطقية على امرأته، وغيرة الصديق على صديقه من صحبة جديدة، وغيرة الشخص على ممتلكاته (وهذه الأخيرة تكون شديدةً عند الأطفال ينبغي تفهمها لا لومهم عليها)…
-
الغيرة السلبية :
❎ وهي الغيرة التي لا توصل إلى أية نتائج ايجابية، بل نتائجها كلها سلبية، وتؤدي إلى زيادة في المشاكل والخصومات. ومنها:
غيرة أحد الزوجين الزائدة عن حدها
🙍🏻♀🤦🏻♂ وأكثرها عادةً غَيرة المرأة على زوجها بشكل زائد على الطبيعي، ومحاسبته إلى أين ذهب، ومع من، وزيادة شكوكها حوله، وحول جميع تصرفاته، سواء أكانت صحيحة ومنطقية أم لا، مما يسبب الضيق و العصبية للرجل، وكره العودة إلى المنزل، لتلقي مزيدًا من الأسئلة والاستعلامات عن جميع تحركاته، وبناء أوهام قد لا تكون لها أساس من الصحة، مما يقلب العلاقة جحيمًا بين الرجل وزوجته…
🧔🏻🤦🏻♀ومثلها أيضا غيرة الرجل التي تصل إلى مرحلة الشك بزوجته والتجسس عليها ومحاصرة حياتها كمنعها من الدراسة وزيارة الأهل وغير ذلك، بحجة الغيرة.
الغيرة من نجاح الآخرين
الغيرة من نجاح الآخرين، وملء النفس بالحقد من رؤيتهم ينجحون أو يمتازون بالنعم والمنح بين الأصدقاء والأهل أو الجيران والوصول إلى درجة الحسد: وهي تمني زوال هذه النعمة عنهم.
الحسد في بيئة العمل:
إذ يواجه الكثير منا هذا النوع من الغيرة، ففي جو العمل تجد بعضًا من الموظفين يشعرون بالغيرة من غيرهم من الموظفين، إما بسبب ارتقائهم في العمل، أو بسبب حصولهم على زيادة في الراتب الشهري، أو حصولهم على علاوة دون غيرهم من الموظفين، أو حصولهم على فرصة للسفر للمشاركة في احدى الدورات أو المؤتمرات، فيزداد شعور الغيرة عند الموظفين الذين لم يحصلوا على هذه الأمور، ويزداد الشعور بالحقد والغيرة تجاه الآخرين.
⚠️ ومن هنا يجدر الذكر أنّ على صاحب العمل أن يراعي هذه الأمور بين الموظفين، وأن يكون عادلاً بين الموظفين، وأن لا يفضل أحدًا على آخر إلا بالحق، لأنه كلما زاد شعور الغيرة بين الموظفين، انقلب جو العمل إلى جو من الحقد والكراهية والبغضاء والحسد، مما يؤثر سلبًا على نتائج العمل، وكذلك الأمر يُطلب من الرجل مع زوجاته ومن الأم والأب مع أولادهم…
الغيرة بين الأطفال
بالطبع لا تقتصر الغيرة على الكبار فقط، بل إنها موجودة أكثر عند الأطفال، ففي المدارس نجد حالات كثيرة من الغيرة بين الأطفال، كغيرة طفل من آخر يلبس ملابس أجمل من ملابسه، أو أحرز علامات أكثر من علاماته، أو إذا أحبه المعلمين أكثر منه، ومن هنا يبدأ صراع الطفل مع نفسه أولاً ، وقد يؤدي الأمر الى ارتكاب تصرفات سيئة لا مبرر لها إلا الحسد…
🧒🏻🤱ولعل أغلبنا يلاحظ كثيرًا حدوث الغيرة عند الأطفال عند قدوم مولود جديد، إذ يشعر الطفل الأكبر، بقدوم منافس له في محبة أمه وأبيه، خاصة الأم، بعد أن كان الاهتمام و المحبة كلها له، فقد جاء من يقاسمه بها.
خطوات للتخلص من الغيرة
- تجنّبي أو قلّلي من الشّعور الّذي يجعلك ترين نفسك دون الآخرين أو أقلّ منهم، فهذه الحساسيّة من شأنها أن تخلق العديد من المشكلات المعقّدة الّتي من الإمكان تجنّبها عند النّظر إلى الأمور بصورة أكثر بساطة، كما لا تكثري من التفكير بذاتك.
- تجنّبي مقارنة نفسك بالآخرين، وعيشي حياتك واتركي الآخرين أيضاً يتمتّعون بحياتهم.
- تنمية الشعور بالرضا والقناعة بكل ما أعطانا الله إياه من نعم، فهذا الشعور يعطينا طاقة إيجابية، وأنّ ما نملكه لا يملكه غيرنا، وشكر الله على ذلك.
- إذا شعرت بشيءٍ من الأنانيّة الشديدة تسيطر عليك، وتصوّرت نفسك بأنّك أفضل النّاس وأحسنهم شأناً، وأنّك تستحقّين أكثر ممّا تحصلين عليه؛ فاعلمي أنّ هذه النّظرة الأنانيّة مصدرها الشّعور بالنّقص والإحساس اللاشعوري بالغيرة المفرطة من الآخرين، ولكنّك تحاولين أن تخفين غيرتك بهذه الأنانيّة الشديدة لذا فإنّ عليك محاولة التخلّص منها، وذلك بالاقتراب من النّاس وعدم الابتعاد عنهم قدر المستطاع، فكلّما زاد عدد الأفراد الّذين تعرّفت عليهم زادت مقدرتك على اكتشاف جوانب شخصيّتك وزادت محبّتك للنّاس قاضية في ذلك على غيرتك.
- تجنّبي محاولة تقليد الآخرين وخصوصاً أولئك الّذين تغارين منهم، واجعلي شخصيّتك مستقلّة، وعِيشي حياتك محاولة فيها تحقيق أهدافك، وهذا لا يمنع من أن يكون لك شخص أو عدد من الأشخاص الّذين تتّخذين منهم قدوة، سواء من أفراد عائلتك أو مدرستك أو عملك أو في المجتمع بشكل عام تأخذين منه بعض الصّفات الّتي بإمكانها أن تفيدك، ولكن لا تجعلي تقليدك له تقليدًا أعمى لمجرّد أنّه إنسان ناجح، فلكلّ منّا شخصيّته المستقلّة المتفرّدة.
- زيادة الثقة بالنفس، وذلك عن طريق تنمية مهاراتنا وقدراتنا في الكثير من الأمور، فهناك حالات كثيرة من الغيرة يكون سببها الرئيسي هو انعدام الثقة بالنفس.
- إشغال وقت الفراغ؛ وذلك من خلال التمتّع بممارسة الرياضة، أو ممارسة أي أمر مبهج بالنسبة لك، أو الخروج في نزهة؛ حيث إنّ وقت الفراغ قد يجعلك تتخيّلين أشياء كثيرة غير موجودة، وبالتالي تتسبّبين لنفسك ولغيرك بالمشاكل.
- تدريب العقل اللاواعي؛ حيث يمكن التحدث مع النفس وإقناعها بأنّ الغيرة لا تسبب إلا المشاكل، وأنّها سببٌ في فساد الحياة ودمارها.
- عدم تفضيل الآباء لأحد الأبناء دون البقية، فيجب أن يكون الآباء أكثر عدلاً بين الأبناء، لتجنب عدم تحويل جو البيت إلى جو مليء بالمشاحنات، أو زرع مشاعر الكره بين الإخوة.
- التخلّص من الغيرة الزائدة على الزّوج:
كما ذكرنا تعدّ غيرة المرأة على زوجها نوعاً آخر من أنواع الغيرة، وللتخلّص منها:
على كلّ امرأة أن تكون صريحة مع نفسها إلى أبعد الحدود ولتجاوب نفسها على الأسئلة التالية:
ما السّبب الّذي يدفعك إلى الشّعور بهذه الغيرة؟
وما الّذي تريدين جنيه منها؟
هل أنت سعيدة في غيرتك تلك؟
مالذي جنيتيه إلى اليوم منها؟
فإذا عرفت المرأة السّبب في غيرتها وأجابت عن تلك الأمور السّابقة بشكلٍ واضح وصريح مع نفسها؛ فإنّه سيصبح بإمكانها حينها اتّخاذ الخطوات الأولى إلى الأمام في طريقها إلى المستقبل، والتوقّف عن النّظر بشكلٍ سلبي يميناً ويساراً…
☝️وكما ذكرنا في أنواع الغيرة السابقة لا تقارني نفسك بالآخرين فهذا أول طريق تدمير سعادتك وحياتك، كوني سعيدة بما لديك، لكي لا تفني عمرك تترقبين، وأنت تجلبين لنفسك المزيد من المشاكل…
