05- متى وبماذا تبدأين الحديث؟

كيف أهيء صغيرتي للبلوغ - متى وبماذا تبدئين الحديث معها؟

سلسلة ابنتي والبلوغ

متى وبماذا تبدأين الحديث؟

☝️ في الحلقات السابقة من السلسلة ذكرنا لك علامات ومراحل البلوغ، وتسلسل التغيرات التي ستمر بها صغيرتك قبل تمامه… ولقد اقتضت حكمة الله تعالى أن تكون تلك العلامات متتابعة متسلسلة تفصل بينها أشهر عديدة، بحيث تكون كل واحدة منها بمثابة تنبيه للأم المربية، ومحدد للموضوع المهم الذي يجب أن تعلِّمه لفتاتها على مدار فترة التغيرات التي ترافق المراحل الأخيرة للبلوغ…

⚠️ هذه العلامات هي التي ستحدد لك عن ماذا تتحدثين، وهي على نوعين
• علامات ظاهرة مشاهدة (كالتغيرات في حجم وشكل صدر الفتاة)
• وعلامات غير مشاهدة للآخرين (كبداية إنبات الشعر قرب الفرج)…

والأم الواعية تتابع بدقة التغيرات المشاهدة وتتحدث مع ابنتها بأريحية عنها أولا بأول… وتستغل الحديث والحوار الهادئ اللطيف بينهما لسؤالها عن العلامات المستورة فيما لو استحت الفتاة أن تسأل أمها عنها…

فبداية #نمو_براعم_الثدي يجب أن يدفع الأم للحديث مع ابنتها عن أنها بدأت تقترب من طور الشباب لتصبح امرأة شابة، ويمكن للأم أن تضرب الأمثلة على نفسها، فتقول لابنتها مثلاً: “سيصبح لك صدر جميل مثلي ومثل سائر النساء…”، ويجب أن تساعد ابنتها باختيار الوقت المناسب لكي توجهها لارتداء #حمالة_الصدر ، وتشجعها على ارتدائها، فبعض المراهقات يكرهن ارتداءها، وممكن أن تكون البداية بارتدائها خارج البيت أولا….
ولابد في البداية أن تكون قطنية لطيفة بمقاس مناسب تخفف عن الفتاة ألم ظهور براعم الثدي…

والعلامة الثانية المهمة التي على الأم التفاعل معها فهو فيما لو حدثتها الفتاة عن #ظهور_شعر غريب بدأ يطول نسبياً حيث تستحي من الحديث عنه، فلتخبرها أمها أن هذا عند كل البشر وأنه سيزداد ويتوسع ليشمل كامل منطقة مثلث العانة، ولتوجهها إلى التعامل الصحيح معه، فإذا كان في بدايته ناعما مفرقا قليلا فلتدعه، حتى إذا ازداد واتسع -ولو لم يشمل كامل العانة- وغدا خشناً فلتخبرها عن سُنَّة #الاستحداد التي أمر النبي بها؛ فهذا الشعر يجب على المسلم إزالته ولا يتركه أكثر من أربعين يوما، لكي لا يكون مكانا لتجمع الجراثيم والأمراض الضارة… ولتوجهها إلى الطريقة الأنسب لإزالته بما يناسب عمرها وجسمها.

تخيلوا بعض الأمهات تتجاهل هذا الموضوع إلى قُبيل عرس ابنتها حتى تحدثها به وتبقى البنت لحينها تعيش مع تلك القذارة!!!!
وكذلك الحال مع شعر الإبطين لاحقا!!

⏰ وفي هذا الصدد لابد أن نعلم أن توقيت الحديث عن #الدورة_الشهرية (أو ما يسمى فقهيا فترة #الحيض ) يعتبر من أهم القضايا، فمعظم البنات يبلغن في سن ١٢/١٣سنة، وبعض البنات تكون أبكر من ذلك بين ٩/١٠سنوات، وانتظار حدوثها ثم الكلام عنها خطأ جداً كبير…

أعتقد أنك حتى اليوم تتذكرين ذلك اليوم الذي صادفتك فيه الدورة الشهرية أول مرة، يمكن كانت ذكريات مقلقة، وربما سعيدة للبعض، ولكن أغلب النساء كانت ذكرياتهم سيئة!
كان الكثير من الأهالي يعتبرون الكلام في هذا الموضوع من (العيب) ولم يكن هناك أي تهيئة للبنت لتتفاجئ يوماً بهذا العالم…

في بلاد الغرب ينصح التربويون ببدأ الكلام عنها في سن العاشرة، مع العلم أن بناتهم في الغرب يبلغن في سن متأخرة بعكس بناتنا في الشرق… ولكن الصحيح أن هذا الأمر في النهاية يعود لتقدير كل أم، حسب السائد في العائلة (العامل الوراثي) وحسب ملاحظتها لبدء علامات بلوغ ابنتها وأيضاً حسب البيئة والمدرسة وصديقات ابنتها ومستوى وعيها… ولكن المهم اعتمدي على علاقتك بابنتك وليس على ما تتوقعين بأنها فهمته من بعض دروس المدرسة….

من المهم جداً أن تكوني حدثت ابنتك عن الدورة الشهرية وعن بعض الأعراض التي قد تصاحبها في أولها (كالتشنجات أو ألم البطن…) لكي تأخذ الفتاة احتياطها باستخدام الفوط النسائية المناسبة (وحملها معها دائماً) حيث يجب أن تكوني وجهتيها لاستخدامها بشكل صحيح في المرحلة السابقة.
ففي مراحل البلوغ الأخيرة تحصل زيادة ملحوظة في الإفرازات النسائية (المهبلية) ولذلك يجب عليكِ توجيه فتاتك لاستعمال الفوط اليومية التي تحافظ بها على نظافتها الشخصية.

وعندما تصل ابنتك لمرحلة بدء الحيض فلا تنسي توعيتها بالمأكولات والمشروبات التي قد تزيد آلام الدورة الشهرية، وبالاستخدام الصحي المناسب لبعض المسكنات التي تخفف آلامها (نوضحها بمنشور لاحق).

وفي كل حديثك عن المواضيع السابقة لابد أن تربطي الأمر بالجانب الإيماني وبديننا الحنيف دين الطهارة والنقاء والنظافة، وأن تهيئي ابنتك شيئاً فشيئاً للتكليفات الشرعية…

وتذكري دائماً عند الحديث عن #الدورة_الشهرية لابد أن يكون ذلك بالتركيز على الإيجابيات والفوائد وبعيداً عن الخرافات والمعلومات المغلوطة

0

تقييم المستخدمون: 4.47 ( 3 أصوات)

اترك رد